آخر الأحداث والمستجدات
محسن الأكرمين يكتب : رئاسة بمجلس جماعة مكناس بدون أغلبية
لم ينعم مكناس يوما بوجود ديمقراطية حقيقية في اختيارات رئيس المجلس الجماعي، بل قد يأتي الاختيار وفق صنيعة الحاجة (الديمقراطية المعلقة) ومكيال الأصوات (الاستقطاب الفوضوي)، أو أحادية الترشيح (وكَمْ من حاجة قضيناها بتركها) !!! وبطبيعة الحال يبقى هامش الديمقراطية (المؤجلة) حاضرا، والجميع بات يمارس ديمقراطية المفاضلة في اختيار الرئيس !!! وفي الأخير، وبعد (المارطون) الديمقراطي (الشكلي) والضروري، استوفت الجلسة نتيجة الحسم النهائي، وتم الاختيار الذي يُماثل الإيمان القطعي برئاسة المختار منقذ مكناس من آفة نكوص التنمية !!!
إن المشكلات العويصة بمجلس جماعة مكناس متنوعة ومتشعبة، بدءا من السياسيين الجدد (الشتات) والذين يتجاورون بالقرب والألفة مع كائنات سياسية تم ترويضها غير ما مرة لتكون البدائل، وكيس أمان في إنتاج عمليات التغيير والتجديد. وبانتهاء الفرز، وتعيين الفائز رسميا، تم الإعلان عن بداية حروب جديدة من نوع آخر ومن مطالب متقدمة (الإنابة/ التفويضات/ اللجان الدائمة والموضوعاتية...). حروب جديدة ومستجدة لا تُنهي معارك الخلافات الشخصية بمدينة (الشقاق) قبل التدافع الحزبي !!!
أولا، لن نختلف في القيمة الاعتبارية للرئيس الجديد (القديم) عباس المغاري. فالرجل اكتسب خبرة، وتجربة ممارسة في تدبير الاختلافات السياسية قبل التوافقات، طور ذاته المعرفية والقانونية، واستفاد كليا من الاحتكاك بقضايا تدبير الشأن العام بمكناس، ومع سياسيين فطاحل على الصعيد الوطني. ثانيا، لن نحتقر الذكاء بمكناس أبدا، ولم يرتكز الخطاب السياسي التنافسي على خطة بديلة لتجاوز (سياسة الإقصاء) و(التدبير الكارثي) كما تم الترويج له يوم إسقاط جواد باحجي بالتصفيق والتغاضي يومها عن الاعتراف بأن المجلس بكل مكوناته ساهم في إنتاج سياسة إخفاق مدينة !!!
ثالثا، قد تكون هنالك أعطاب مرتبطة بالمنظومة الحزبية المكونة لشتات المجلس، وللأحزاب العريقة في الثقافة الشعبية، والتي باتت منقسمة بالعد والتعداد، ومتعة نزهة الترحال المريحة (تَبْدَالْ العَتْبَة رَحْمَة)، ولكنا نقول: أن مكناس افتقدت التعامل مع مؤسسات حزبية دستورية قوية، وبات الشتات الحزبي (تجاوزا) يدبر مرحة ما بعد جواد باحجي !!! مما قد يجعل التنمية بالمدينة مجرد حلم، وأمل لن يتحقق، ويمكن تأجيله في هذه الفترة.
أعطاب مؤسسة مجلس جماعة مكناس بينة وغير خفية، واليوم صعود نجم عباس المغاري ليس صدفة، بل هو ذكاء سياسي استطاع من خلاله كسب رهان التهديدات والفرص المتاحة، وإحداث التنافر الصامت حتى داخل نفس مكونات الحزب الواحد (الاختراق البراغماتي)، فكان الاستقطاب ناجحا، وتم تجميع أغلبية (تصويت 26)!!! في غياب تلك الأغلبية المنطقية (31 عضوا داعما).
من تم، كيف للرئيس ضمان سير الجلسات العادية والاستثنائية، ونيل رهان الدراسة والمصادقة؟
من سوء حظ مكناس، أن المدينة تتنافس على اختيار الوجوه وليست البرامج التنموية. بمكناس ألفنا اختيار الوجوه (المليحة)، وغيبنا كليا مُناقشة رؤية الاشتغال المستقبلية !!! حتى أن النجاح في التصويت تأسس على قسمة (وزيعة الإنابة والمسؤوليات) !!! و قد تبقى مدينة مكناس رهينة بتدبير (الورق/ المشاكل المستعصية والمحدثة...). ومن المفاضلات الغريبة، نرى أن مجلس جماعة مكناس انقسم بالردة النفعية، بعد أن كان متحدا في يوم إسقاط رئاسة جواد باحجي !!!
نقول بالسبق: (الله يَخَرَجْ الطَّرْحْ بِسَلاَمْ) !!! فمكناس تبحث عن التغيير. تبحث عن الحكامة الصادقة ( وَلِي يَتْكَالْ يَدَّارِ). تبحث عن رد الاعتبار للزمن السياسي والتنموي، والانتهاء مع مقولة: (لِي بَاغِي يَرْبَحْ العَامْ اطْوِيلْ) !!! تبحث عن من يكون سندا لها في تأهيل البنيات التحتية المتواجدة، وإنشاء الإضافات الذكية الراقية.
الكاتب : | محسن الأكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2024-11-02 17:33:40 |